Monday, October 8, 2012

«عم جمال»: «صفر على 10 يا ريس»




«عم جمال»: «صفر على 10 يا ريس»

الخامسة صباحاً يرن المنبه، يُعافر ويُثابر من أجل نيل قسط من الراحة عبارة عن دقائق، إلا أن صورة بناته الثلاث التى تلتصق بذاكرته دوماً تجعله يفيق ويهب، يُهرول مُسرعاً تجاه «المخبز» الموجود بجوار منزله فى حى حدائق القبة، يسير بخطى سريعة لعله يقتنص ما استطاع من أرغفة الخبز المدعم، إلا أن الطابور الطويل العريض الذى يراه على مرمى بصره، يُحبط من عزائمه، أكثر من 45 دقيقة يستغرقها «جمال الشاذلى» نتيجتها الحصول على 16 رغيف خبز بـ«جنيه واحد»، يعود إلى منزله، العرق يتصبب على جبينه، يدخل بيته فيجد أن بناته فى انتظار «العيش عشان الفطار»، يتناول لُقيمات صغيرة تُعينه على كدّ الصباح: «رغيف العيش بقى لقمة واحدة.. وأبوشلن ما تلاقيهوش غير الصبح بدرى»، يتمتم بهذه الكلمات وهو يرتدى قميصه وبنطاله وحذاءه الجلدى بسرعة، فالساعة قاربت على السادسة والنصف، يُقحم بدنه داخل كابينة سيارته الـ«7 راكب»، فتنهال الاتصالات عليه: «انت فين يا عمو جمال؟ إحنا قدام البيت، اتأخرنا ع المدرسة»، يُسرع الرجل الأربعينى، فقبل ذهابه للعمل، عليه أن يقوم بتوصيل بعض التلاميذ إلى مدارسهم: «حاجة أقدر بيها أحسّن دخل بيتى».


الساعة الثامنة هو ميعاد ذهابه إلى عمله، من منطقة حدائق القبة إلى المعادى، عليه أن يقطع الطريق فى أقل من نصف ساعة هى كل ما لديه بعد أن استغرق وقتاً طويلاً فى توصيل التلاميذ إلى المدرسة، يفشل فى الوصول فى الميعاد المناسب، بسبب جيوش السيارات التى تسير بطريقة عشوائية دون «رابط» من قبل رجال المرور الغائبين عن الطرق، يقول «جمال»: «مفيش حد بينظم العربيات، العساكر غايبين تماماً عن إشارات المرور، بينزلوا بعد الساعة 9 لما تكون زحمة المدارس خلصت، هما بيهربوا يعنى ولا إيه، مش فاهم».


الساعة الثانية إلا الربع ينتهى من عمله، ثم يُسارع إلى منطقة حدائق القبة مرة أخرى، فالتلاميذ فى انتظاره للعودة إلى منازلهم: «أمانة فى رقبتى، زى ما بوصلهم لازم أرجّعهم وأطمّن إن كل واحد دخل بيته»، اتصال هاتفى من زوجته مفاده بأن أنبوبة البوتاجاز قاربت على النفاد، بينما «لمبة تحذيرية» باللون الأصفر تشع من داخل «تابلوه» السيارة تخبره بأن وقود السيارة قارب أيضاً على النفاد، «الوقود».. تلك الكلمة التى تسبب له صداعاً يستحوذ على عقله، الشوارع مغلقة، والزحام على أشُده والعرق أصبح كقطرات المطر تسقط من على جبهته إلى ملابسه، الساعة الرابعة يصل إلى منزله بسيارته التى بدأت تستعصى على السير بعد قرب نفاد «البنزين»، لا يستريح، فحتى تستطيع رفيقة دربه إعداد الغداء عليه تغيير «الأنبوبة».


يحمل جمال الأنبوبة الفارغة بصعوبة، ثم يجوب بها الشوارع إلى المستودع الذى يبعد عن بيته بضعة مترات، يجد أن طابوراً طويلاً نصبه المواطنون أنفسهم من أجل اقتناص أسطوانة حديدية، الشمس قاربت على المغيب، ولم يصل بعد إلى باب المخزن: «بتوع المستودع بيدوا البياعين الأول، أما الشعب فلازم يستنى، أنا عمرى ما وقفت فى طابور أكتر من ساعتين».. مشاجرة بين أحد المواطنين ورجال المستودع تمنع جمال من الحصول على أنبوبته، فيعود إلى بيته بخُفىْ حُنين، ليقابل أحد بائعى الأنابيب يشترى منه الأنبوبة بـ30 جنيهاً.


الأب لـ3 بنات، لا يكاد يدخل بيته حتى يعود مرة أخرى إلى سيارته، حتى يستطيع تموينها بالوقود، محطات البنزين القريبة من بيت الرجل الأربعينى الطوابير عليها بالعشرات، وقد أرهق الكد والمشقة بدنه، فقرر الذهاب إلى إحدى المحطات القريبة منه على الطريق الدائرى التى ربما تكون أقل حشداً، إلا أنه وفى طريقه فوجئ بـ3 موتوسيكلات يطاردونه: «كانوا بيزنقوا عليّا.. عاوزين يسرقوا العربية منى»، تذكر وقتها «جمال» كلام زميلاته وزملائه فى العمل حول الغياب الأمنى: «تصور يا أستاذ إن واحدة زميلتنا ناس راكبين تاكسى مشيوا وراها وخطفوا الشنطة بتاعتها، ولما راحت تقدم بلاغ فى القسم اتريقوا عليها، بينما يقول آخر: عندى فى الحارة كان الدم للركب، خناقة بين عائلتين من الصعيد بالسيوف والسلاح الآلى، ولما بلغنا القسم، محدش جه»، كل هذا تذكره «جمال» فهو لديه يقين بأن الأمن لم يعُد بعد، «محطة البنزين» على مرمى البصر: «هنقعد ساعة ونص عشان نفوّل ويا ريت الواحد بيلاقى بنزين 80 أو 90، أقل حاجة موجودة 92 أو 95».


الـ5 قضايا التى وعد بتنفيذها الرئيس الدكتور محمد مرسى قبيل فوزه بانتخابات الرئاسة لم يتحقق منها شىء، وفقاً لـ«جمال»، حتى النظافة يعانى منها شخصياً: «حى حدايق القبة قدامه أكوام زبالة.. ده غير إن العربيات بتشيل الزبالة من هنا تيجى تانى يوم تلاقيها أكوام»، ويُضيف: «مفيش لا بنزين ولا بوتاجاز.. مفيش عيش نضيف لو ماعرفتش أجيب العيش أبوشلن فى اليوم هكون مضطر إنى اشترى الرغيف أبو ربع جنيه، والبلطجية لسة موجودين وبقضى نص يومى كل يوم فى زحمة المرور، أنا مش عارف برنامج الريس ده هيتنفذ إمتى»، وحول تقييمه لأداء الرئيس المنتخب فى 100 يوم: «ياخد صفر من 10 لأنه لم يحقق أى جديد، هوه بس بيعرف يسافر إيران والدول الخارجية، مفيش اهتمام بالداخل».





أخبار متعلقة:




100 يوم للرئيس الخامس .. «متى هذا الوعد إن كنتم صادقين»؟




الطلعة الأولى للرئيس.. بدأت بـ 5 مشاكل فتحولت إلى 10 أزمات




25 خطاباً للرئيس: جاكيت مفتوح.. وحكايات أخرى




«القضية الفلسطينية» الأكثر حضوراً فى كلام الرئيس




إلى الطلبة والفلاحين: اعتذار




نهاية زمن «بالروح بالدم» وبداية عهد «بنحبك يا مرسى»




«مرسى» قضى 17 يوماً من الـ100 يوم خارج مصر




وحيد حامد يكتب: النخبة الفاسدة.. !!




د.عمرو الشوبكى يكتب: الوعود التى خابت




اللواء مجدى البسيونى: لا مفر من عودة «الاعتقال الجنائى» وتعيين محققين مدنيين فى الأقسام




د. أحمد عبدالوهاب: خطة الفوز بـ13 مليار جنيه سنوياً من «الزبالة»




د. أسامة عقيل: هذه خطة 100 يوم بديلة و«النقل الجماعى» كلمة السر فى حل أزمة المرور




د. خورشيد: رغيف بالكوبون للفقراء.. وبـ 25 قرشاً للأغنياء





إبراهيم زهران: يجب إلغاء تصدير الغاز.. والاعتماد على الإنتاج وليس الاستيراد




64 وعداً لـ«مرسى ميتر»: 14 «قيد التنفيذ» و 50 «فى الانتظار»




أهالى الشهداء: دعانا للقائه قبل الانتخابات.. و«لما بقى ريس نسينا»




من الشعب للرئيس: 80 مليون حل لـ5 مشكلات


الموجز سياسة







المصدر «عم جمال»: «صفر على 10 يا ريس»

No comments:

Post a Comment