Sunday, October 7, 2012

كرم زهدى:قتل السادات كان خطأ كبيراً..ومجئ”مبارك”عقوبة لنا




كرم زهدى:قتل السادات كان خطأ كبيراً..ومجئمباركعقوبة لنا

هو قيادى معروف وشهير، من قيادات الجماعة الإسلامية، ومن القادة التاريخيين والمؤسسين لهذه الجماعة، التى كانت وظلت رقماً صعباً فى معادلة السياسة المصرية.. فهى التى شاركت فى اغتيال الرئيس السادات، وعارضت مبارك بشدة وعنف، وحملت السلاح فى مواجهة نظامه، وعاشت سنوات طويلة داخل السجون فى عهده، ثم أجرت الجماعة أول مراجعات فكرية حقيقية، على مستوى الحركة الإسلامية فى العصر الحديث، فألقت السلاح ونبذت العنف، ثم كان للجماعة السبق فى المشاركة فى الثورة على مستوى التيار الإسلامى، وحظى أداء حزبها السياسى والإعلامى باهتمام كافة القوى السياسية.


«الوطن» حاورت الشيخ كرم زهدى، أحد مؤسسى الجماعة، ليتحدث عن ملابسات اغتيال السادات إضافة إلى الإشكاليات والقضايا المطروحة وتطورات الأحداث.. مُحللاً وكاشفاً كثيراً من الأسرار والحقائق.


* بعد مقتل الرئيس السادات وحكم الرئيس مبارك وخلعه وثورة يناير.. كيف ترى الأوضاع السياسية فى مصر؟


- لا شك أن الأوضاع السياسية فى مصر سادها الارتباك وعدم الاستقرار فى الفترة الأخيرة، وهذا أمر طبيعى.. لأننا خارجون من ثورة لاقت قبولاً ورضا على المستوى الشعبى، وكذلك القوى السياسية التى هُضم حقها السياسى والإنسانى سابقاً.. وقابلتْ معوقات ومحاولات حثيثة للإفشال من القوى ومراكز القوى المستفيدة من النظام السابق.. وخاصة أننا خارجون من فترة انتقالية شهدت تجليات الصراع القوى والتدافع بين هذين الفريقين الذى يبدو أنه بدأ يصب فى صالح قوى الثورة والقوى الساعية للإصلاح.


ويبقى أن يدرك الشعب طبيعة المرحلة الحرجة وحجم تحدياتها، ومقدار الجهد المبذول من القيادة السياسية الجديدة لتخطيها بأمان وسلام.. ويبقى على ألوان الطيف السياسى من ليبراليين وناصريين وإسلاميين والأحزاب المختلفة، التوافق والمشاركة الإيجابية الفعالة وتقديم المصلحة العامة على المصالح الحزبية. وأدعو الله أن يُعين الدكتور مرسى على هذه التركة الثقيلة.. وأن يوفقه لحمل أعبائها.


* ما حال الدعوة الآن.. وكيف ترى دخول الإسلاميين بقوة شديدة عالم السياسة؟


- أما عن حال الدعوة الآن فهى تكاد تكون متوقفة حتى إشعار آخر، وتفسير ذلك يعود إلى الوقوف على طبيعة الواقع الذى نحياه جميعاً بعد الثورة، فطبيعة المرحلة أثرت فى كل شىء، وليس الدُعاة وخطباء المساجد فقط هم من اسْتهوتهم السياسة وصراعاتها الحامية وألاعيبُها وأحاديثها المثيرة.. إنما صَار الأمرُ ظاهرة مُجتمعية.


فالحديث فى السياسة والحوار بشأن قضاياها والنقاش الحاد حول ما يدور فى أروقتها هو القاسم المشترك بين جميع فئات وطبقات وعمال وموظفى وصنايعية وفلاحى مصر.


والدعاة إلى الله كانوا أولى الناس بعدم الوقوع فى هذا الفخ.. وتنبيه الناس وتوعيتهم.. فالسياسة نتعاطاها بحذر.. فهى مثل الدواء الذى يصلح للبعض ولا يصلح للآخرين.. وربما إذا تجرعها البعض تسببتْ فى هلاكه وحرقه وخسارته لكل شىء.. وهذا أمر شاهدناه وتابعناه جميعاً فى أكثر من نموذج.


ونصيحتى للدعاة إلى الله: أنتم تقومون بأغلى مهمة وهى مهمة الرسل والأنبياء.. وأنتم فى أغلى وأعلى المناصب وهو منصب الداعية إلى الله.. الهادى إلى الحق.. «فلا تستبدلوا الذى هو أدنى بالذى هو خير».. ولا تتركوا ما تحسنون إلى ما لا تحسنون.. واتركوا السياسة لأهلها وخبرائها وعودوا إلى قواعدكم سالمين.


* ما الذى يمثله حادث اغتيال الرئيس السادات لك وللجماعة الإسلامية؟


- تحدثنا كثيراً فى هذا الأمر، وأجبنا كثيراً عن هذا السؤال حتى حفظه الناس، ولا أجد ما يستدعى تكرار ما قلنا، فلن نضيف جديداً فيه، وقد قلتُ بوضوح «لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا ما فعلنا.. بل ومنعنا قتل الرئيس السادات»، لأن قتله كان خطأ.


* ما الذى لم يُروَ بعدُ فى عملية اغتيال السادات وتحتفظ به؟


- الذى أتذكره جيداً أن خالد الإسلامبولى نفسه، رحمه الله، كان يتوقع فشل عملية الاغتيال، وأنه سيُقتل فوراً، هو ومن معه، بمجرد الوقوف أمام المنصة، وأذكر أنه قال لى «أنا أعلم أن هذه العملية لن تنجح عسكرياً، لأنه بمجرد وقوفى أمام المنصة ونزولى من سيارة المدفعية سيبادر الحرس الموجودون بجوار المنصة بإطلاق صواريخ المولتيكا علينا وعلى سيارتنا، لذلك فإنى لا أتوقع نجاح العملية، ولكن يكفى أن يعلم العالم أجمع أن المسلمين باستطاعتهم أن يدافعوا عن أنفسهم، وأن يقولوا «لا للظلم» و«لا للطغيان والقهر والمعتقلات».


* هل كان الرئيس السادات بالفعل يستحق الانقلاب عليه؟ أم أن الأحداث كانت من الممكن أن تتغير لتأتى بالصالح العام؟


- بالطبع كان الأولى والأفضل أن نكتفى بكلمة الحق والصدع بها، وأن نصبرَ على السجن والاعتقال والتحفظ الذى أمر به السادات حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً، خاصة إننا علمنا بعد ذلك أنه تبقت 6 أشهر فقط لتنسحب إسرائيل من سيناء، لكننا استعجلنا، فمكثنا فى سجون مبارك ربع قرن بلا رحمة ولا هوادة، وكان الاختيار السلمى هو الأقرب لطريق ومظنة مجىء رئيس جمهورية تستحقه مصر، لا أن يأتى رئيس مثل مبارك يتسبب فى تقزيمها وتحجيم دورها والإساءة إليها محلياً وإقليمياً ودولياً، ولديه هاجس أمنى مستمر من الإسلاميين نتيجة حادث المنصة.


وربما كان مجىء مبارك عقوبة لنا على تمردنا المُسَلح على السادات وإقصائه بالرصَاص، وربما لو كنا صبرنا ومارسنا حقنا السياسى بصورة سلمية، لأتى التغيير الذى حصل مؤخراً فى عام 2011 بصورة مبكرة قبلها بثلاثين عاماً، أى فى عام 1981، ربما.. والله أعلم بالغيب.


* هناك أقاويل كثيرة حول خالد الإسلامبولى قائد العملية من أنه سافر إلى أمريكا وأنه لم يعدم.. فما قولك؟


- هذا الكلام خطأ كبير، ولا وجْه له من الصحة، وقد قص علينا الأستاذ فريد عبدالكريم، رحمه الله، وكان من أكبر المحامين وقتها ورئيساً للجنة المركزية فى عصر عبدالناصر، ساعة تنفيذ الإعدام لحظة بلحظة، وأخبرنا أن المرحوم خالد رفض وضعَ الغمَامَة على عينيه، وآثر أن يُواجه الموت بشجاعة، ولو كان الإسلامبولى حياً لظهر وعاد إلى أسرته، حيث لا يمنعه من ذلك مانع الآن، ولكن يبدو أن البعض يحب الخرافات ونظرية المؤامرة.


* هناك من يقول إن «أبو جبل» يعيش فى أمريكا وأن الجيش كان مساعداً لكم؟


- هذا أيضاً كلام خطأ، فالمقدم ممدوح أبوجبل كان يمثل «شاهد ملك» فى القضية، وبالطبع أفرج عنه بعد المُحاكمة، وقصة مساعدة الجيش لنا هذه أسمعها للمرة الأولى، ولا أدرى من أين أتيتَ بها، ولا صحة لها على الإطلاق، فالجيش لم يكن يعلم بهذا الأمر على الإطلاق، ولم يكن مساعداً فيه، رغم أن بعض الضباط كانوا كارهين لإقدام السادات على كامب ديفيد.


* رُقية السادات قالت إنها رأت بعينيها خالد الإسلامبولى المتهم الأول بقتله فى السعودية عام 1994.. وهذا يتناقض مع رواية إعدامه؟


- مع احترامى للسيدة رقية، لكنها فى الحقيقة لا تعرف شكل المرحوم خالد الإسلامبولى تماماً كما نعرفه نحنُ -من رافقوه وعايشوه- حتى يمكنها الحُكم بدقة.. هل من قابلته فى السعودية هو خالد أو أحد يشبهه. والحل سهل جداً أن تأخذنا السيدة رقية السادات إليه وتقابلنا به فى المملكة أو فى غيرها من بلاد العالم، بشرط أن تتكفل هى بمصاريف السفر وثمن التأشيرة والتذكرة. وأعتقد أن هذا كله من صُنع الخيال، نظراً لحبها الشديد لوالدها، وبسبب سماعها للقصص والروايات الشعبية الكثيرة لهذه القضية الكبيرة.


* ألا ترى أن الرئيس السادات من أفضل الرؤساء الذين قادوا مصر فى العصر الحديث إذا قورن بمبارك؟


- نعم هذا صحيح، وأوافقك تماماً فى هذا الرأى.. هو أفضل من مبارك بكثير جداً.


* المستشار عبدالغفار محمد القاضى فى قضية تنظيم الجهاد قال فى مذكراته -وصرح لى بذلك أيضاً- إن هناك فاعلين آخرين اغتالوا السادات غير الجماعة الإسلامية.. فما قولك؟


- مع احترامى وتقديرى للمستشار عبدالغفار.. إلا أن هذا الكلام مُرْسل، وليس عليه أى دليل إلا إذا كانوا جماعة من الجن، وأنا أستغرب صُدور هذه الرواية من قاضٍ كبير يحكم بالأدلة والشواهد، وليس بالتصورات والظنون.


* ألا ترى أن عصر السادات وعصر الدكتور مرسى يتشابهان.. من حيث الحريات التى يعيشها الإسلاميون؟


- فى هذا الجانب، وهو جانب الحُريات، هناك تشابه كبير بلا شك، وقد حدث أيضاً فى أوائل الخمسينات فى بداية عهد عبدالناصر، وحدث كذلك فى عهد مصطفى النحاس عندما تنازل الشيخ حسن البنا عن الترشح واختار الدعوة وحرية الدعوة، لكننى لا أتمنى بالطبع أن تسير الأحداث مَسَارها القديم بألا يُحسن الإسلاميون شكر النعمة واستغلال الفرصة، ولا يراعوا التدرج والمرحلية، ولا أتمنى أن ينتهى الأمر كما حدث فى عهد السادات ولا عهد عبدالناصر نهاية دموية، وصولاً إلى فتنة ومحنة أخرى للتيار الإسلامى والحركة الإسلامية، التى تعتبر أقوى فصائل وتيارات المعارضة.


وها هى قد وصلت للحكم، فلتكن على قدر ومستوى المسئولية، ولتحمل الأمانة بتجرد وصدق وإخلاص وعطاء، ولا تغريها السلطة، ولا تكن السياسة وأضواؤها ومغانمها سبباً فى انقسام الإسلاميين وتناحرهم، وعليهم أن يستغلوا الحريات فى الدعوة والانتشار بين الجماهير، وتصحيح الصورة السيئة عن الإسلاميين الراسخة فى أذهان الكثيرين بسبب ممارسات الإعلام السابقة، ويصلوا إلى الشرائح المطحونة والمعدمة وليتواصلوا مع البسطاء والفقراء، وليقوموا بأسمى وأعظم مهمة.. بأن يصدعوا بالحق ويرحموا الخلق ويبذلوا الخير للناس.. وليكونوا عوناً وعاملاً إيجابياً ومحبباً للناس فى الإسلام.


* هل معنى ذلك أن المصير قد يكون واحداً إذا ما علمنا أن مرسى لن يطبق الشريعة الإسلامية؟


- هذا السؤال أجبتُ عليه فى مَعْرض إجابتى عن السؤال السابق، وأضيف هنا أنه لا بد أن يراعى الإسلاميون تحديات المرحلة، وأن ينظروا إلى المُواءَمَات السياسية، وأن يُراعوا التدرج والمرحلية، فتلك سنة كونية، وأن يدرسوا التاريخ جيداً ويستفيدوا من التجارب السابقة، ولتكن هذه التجربة التى نعيشها اليوم هى الأكثر نضجاً وعمقاً ونجاحاً، لأنها ستؤثر بلا شك، وستنعكس على جميع تجارب الإسلاميين فى كافة البلدان العربية، نظراً لثقل مصر وتأثيرها فى العالم العربى والإسلامى.. وأن يكونوا عوناً لرئيس الجمهورية لا عائقاً له ولا عامل خصم من شعبيته.


أما بالنسبة لسؤالك وإمكانية أن يكون مصير الرئيس مرسى هو مصير الرئيس السادات، بسبب اختلاف الآراء حول الصورة التى تطبق بها الشريعة الإسلامية وحجم تأثيرها وحضورها فى الدستور ومؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية ومؤسسة اتخاذ القرار، فهذا بالطبع مستبعد تماماً. فما أريد أن أقوله إن الشعب المصرى تغير، وتغيرت الحركة الإسلامية كذلك.


* كيف تُقيم الرئيس مُرسى حتى الآن؟


- هو على درب الصادقين، نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله، وعلى طريق الحكام العاملين بالحق.. وقد شهدت له مواقفه وقراراته وجولاته وإمكانياته ومواهبه التى ظهرت وتفجرت بمجرد تحمله المسئولية بأنه جدير بهذا المنصب الكبير والخطير، ولسنا وحدنا كإسلاميين أو حتى كمصريين من يقول ذلك تعصباً له، وقد شهد للدكتور مرسى بالكفاءة والتمرس السياسى والحنكة والتعامل مع المواقف الكبيرة بروية وحزم وحسم، الكثيرون، إسلاميون وغير إسلاميين، مصريون وغير مصريين، ونال تقدير كثير من الشخصيات السياسية البارزة ورفع اسم مصر وأعاد إليها بعض ما فقدته من احترام على المستوى الدولى، وأصبح فى فترة وجيزة حديث وسائل الإعلام المحلية والعالمية.


* ماذا عن المراجعات التى قامت بها وقادتها الجماعة الإسلامية؟


- المراجعات هى أهم وأفضل القرارات التى اتخذتها الجماعة الإسلامية فى مطلع هذا القرن، لأنها رَجْعة إلى الله تعالى بالرؤية الشرعية السليمة والنظرة الواقعية المتوازنة، وهى تصحيح للمفاهيم وإثبات لصدق النوايا فيما قامت به الجماعة من أحداث، فعندما تبين لنا الخطأ فى أى مسألة شرعية تراجعنا عنه وأعلنا ذلك على الجميع بكل شجاعة وشفافية، ونتمنى أن تنتهج جميع التيارات والانتماءات الفكرية هذا النهج الحيوى البناء التقدمى، من نقد الذات والمراجعة الدائمة وتصحيح الأخطاء، حتى تصب جميع الجهود فى المسار الصحيح وفى مصلحة الوطن والأمة.


* كيف ترى هجوم بعض من قادة الجماعة الإسلامية وعدد من أعضائها ضد المراجعات؟


- هذا أمر طبيعى ومفهوم ويحدث فى كل المجالات والجماعات والتنظيمات، فهناك الرأى والرأى الآخر، وهناك التنوع والاختلاف، وهناك الفهم المختلف والمتفاوت للمسألة الواحدة، والله عنده حسنُ المآب.


* سبق لك أن ساهمت فى عدم تنفيذ حكم الإعدام فى الشيخ رفاعى طه ثم هاجمك وهاجم المبادرة والمراجعات.. فما تعليقك؟


- لا أمتن على أحد بشىء، فالمنة لله وحده، وكل ما قدمته لوجه الله وحده ولا أريد من الخلق شيئاً، ولا أقول لمن يسىء لى سوى «وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد».


* ما رأيك فى انتشار الفكر التكفيرى داخل العمل السياسى؟


- هذه من الفتن الكبيرة، وهى من أكبر المحن التى لحقت بالمسلمين والفكر الإسلامى، وغياب الوسطية الإسلامية خطر كبير على مصر والحركة الإسلامية، لذلك نطالب بترشيد الخطاب السياسى بفصل الخطاب الدعوى عنه، وترشيد حضور الدعاة فى الميدان السياسى، وأن تكون الساحة لذوى الخبرة والمؤهلات والإمكانيات والتجارب الممتدة من الإسلاميين وغير الإسلاميين، لأن الطريق الأسْهل هو استخدام الخطاب التكفيرى وتكفير وتفسيق الآخر المخالف، إذا وجد أحدُهم نفسَه فى موقف ضعيف سياسياً، فالمخرج أمامه هو التكفير واتهام الآخر فى دينه وعقيدته، وربما استخدم الإسلاميون هذا السلاح ضد بعضهم البعض، باستخدام التأويلات المختلفة للمسألة الواحدة، ونتوقع حدوث ذلك لا قدر الله إذا سارت الأمور على هذا المنوال نحو الانحدار والانقسام والتشرذم.


* ما رأيك فى العملية نسر فى سيناء وتقييمك لأدائها؟


- أنا أفضل الحوار مع الجماعات المتشددة، فقد أرسل على بن أبى طالب إلى الخوارج عبدالله بن عباس، فاستطاع أن يعود بـ6000 منهم تراجعوا عن فكر التكفير، وقد خضنا مع الكثيرين منهم تجربة الحوار داخل السجون المصرية، وعدنا بالكثيرين منهم الذين تراجعوا عن فكر التكفير المدمر، وأنا أرى تفعيل القانون فى الضبط والإحضار والعرض على النيابة، ومحاكمة العناصر المشتبه فى ارتكابها جرائم وحملها السلاح، وأرفض بشدة العقاب الجماعى أو الضبط العشوائى أو اقتحام البيوت بدون إذن من النيابة، فهذه ردة خطيرة لعهد مبارك البوليسى، ولزمن زوار الفجر والاعتقال العشوائى، فالمتهم برىء حتى تثبت إدانته، وما نتمناه لمصر أن تكون دولة القانون واحترام كرامة الإنسان.


* هل تعتقد أن الجيش المصرى قادر على تطهير سيناء من الفكر الجهادى؟


- ذكرتُ أن المواجهة العسكرية لا تكفى وحدها، بل تحتاج إلى حوار فكرى وجدال شرعى بالأدلة والحجج والبراهين، ونرجو تطبيق القوانين وعدم تعميم العقاب وعدم أخد البرىء بالمسىء.


* كنت قائداً لمراجعات نبذ العنف فيما مضى.. فماذا عن دورك الآن فى وقف العنف فى سيناء؟


- أنا وغيرى من الإخوة علماء أهل السنة مستعدون بإذن الله لخوض غمار الحوار والدعوة إلى الله مع هؤلاء الإخوة، وفى انتظار تكليف بهذه المهمة فى الوقت والمكان الذى تحدده الدولة.


* ما ضماناتكم لعدم عودة الفكر التكفيرى والجهادى مرة أخرى؟


- ممارستنا على أرض الواقع ومواقفنا منذ إطلاق المبادرة إلى اليوم، وأنا أدعو وأنصح شبابنا بالاهتمام بالعلوم الشرعية، وتحصيل العلم الشرعى الصحيح من مصادره المعتبرة التى يطمئنون لها، وأهم الضمانات لعدم عودة التكفير وغيره إلى البلاد هى الارتقاء بالبلاد، والاهتمام بالمناطق القصية البعيدة، التى تفتقر للحد الأدنى من الخدمات، فالفقر بلاء شديد يولد الكفر والتكفير، وأن تضمن الدولة المساواة والعدالة الاجتماعية والحرية للجميع.


* هل يمكن أن يعود الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية مرة أخرى -كما يقول البعض- خلال السنوات القادمة؟


- لا أظن ذلك أبداً، فالجماعة الإسلامية قائمة على الدعوة إلى الله والعقيدة السلفية الصحيحة، وتؤمن بالتغيير السلمى والنضال السياسى، وهذا الطريق بعيد تماماً عن العنف إن شاء الله.


الموجز سياسة







المصدر كرم زهدى:قتل السادات كان خطأ كبيراً..ومجئ”مبارك”عقوبة لنا

No comments:

Post a Comment