Friday, October 26, 2012

السيرك القومى يقدم عروضاً فى غزة بدون لاعبات ولا أسود




السيرك القومى يقدم عروضاً فى غزة بدون لاعبات ولا أسود

وصل فريق من السيرك القومى المصرى الجمعة إلى قطاع غزة لتقديم عروض على مدار شهر، لكن إدخاله إلى هناك كان له مخاطر ومحاذير، حيث لم يتم إشراك لاعبات خشية إغضاب الفلسطينيين المحافظين وقادتهم فى حركة حماس، كما حال ارتفاع تكلفة النقل دون اصطحاب الحيوانات.


وقدم السيرك القومى المصرى أول عروضه فى زيارته التى تستغرق شهرا للقطاع الساحلى الفقير الجمعة فى إشارة إلى زيادة دفء العلاقات بين حماس ومصر ما بعد الثورة التى تحكمها جماعة الإخوان المسلمين صاحبة الأيديولوجية التى خرجت من عباءتها حركة حماس.


وعلى الرغم من أن الحكومة ليست راعية تلك الزيارة، فإن السيرك القومى المصرى لا يمكنه أن يذهب إلى القطاع إلا فى حالة تخفيف الحكومة المصرية للقيود المفروضة على تدفق المسافرين من وإلى قطاع غزة، ويدخل المزيد من الأجانب حاليًا إلى القطاع المحاصر بما فى ذلك الزيارة التى قام بها أمير قطر فى وقت سابق من الأسبوع الجارى.


ولا يعرف معظم سكان غزة حتى معنى كلمة سيرك وبالتأكيد ليس بإمكانهم دفع ثمن تذكرة الدخول.


تقول رواء عوض البالغة من العمر تسعة عشر عاما والتى تواجدت لحضور عرض اليوم “لم نر سيركا كاملا من قبل أبدا…أعتقد أن هذا سيكون مدهشا حقا لمعظم الناس. أهل غزة معروفون بأنهم لا يحبون أى شيء بسهولة، وأعتقد أنهم سيفعلون المستحيل لإمتاعنا”.


وبالنسبة للأطفال أصحاب الحظ الوافر الذين سيتمكنون من حضور العرض فإن الخيمة المكتسية بلون الصدأ تهيئ الجو لتخفيف العبء الناتج عن الصراع واليأس.


لكن من المفارقة أن السيرك بأضوائه المبهرة وموسيقاه الحماسية يقام على أرض سجن أمنى سيء السمعة كان قد تم تدميره فى اعتداء إسرائيلى قبل أربعة أعوام.


وخلال متابعتهم للاستعدادات لهذا اليوم الليلة الماضية كان نحو اثنى عشر طفلا يتهدهدون ويمرحون ويثبون فرحا بهذه المناسبة بينما كان قاذف النار يطلق زخات النار من فمه. أما المهرج بندق فكان يتنافس للفت الأنظار ويتأرجح على دراجته أثناء اللعب على الحبل. وكان ثمة لاعب آخر يقوم برمى الخناجر الفضية الصغيرة حول أجساد المتطوعين.


وتطلب الإعداد لزيارة القطاع الذى يعيش به 1.6 مليون نسمة شهرا. ويمتد القطاع لمسافة خمسة وعشرين ميلا بين إسرائيل ومصر ويواجه حصارا عقابيا فرض عليه بعدما سيطرت حماس عليه عام 2007.


وباستثناء زيارة قصيرة فى تسعينات القرن الماضى، لم يكن أبدا هناك شيء من هذا القبيل منذ أن استولت إسرائيل على القطاع من مصر عام 1967. وقد انسحبت القوات الإسرائيلية والمستوطنون من القطاع عام 2005.


وقال رجل الأعمال محمد فارس إنه يتذكر رؤية السيرك أثناء الحكم المصرى لغزة فى الخمسينات عندما كانت غزة تنعم بالحرية وتعج بالكازينوهات والبارات. وقال إنه يتذكر رجالا يسيرون على المسامير ونساء تتقافز على المسرح ويؤدين الحركات البهلوانية فى الهواء، وأضاف “كان ثمة رجال ونساء، نساء جميلات بحق”، لكن ليس الأمر هكذا الآن.


منظم الحفل محمد السلمى قال إنه لم يحضر النساء لأن السيرك خشى من أن وجود سيدات يقفزن بلباس ضيق قد يشكل إساءة للمجتمع الغزى المحافظ. وإضافة أن حماس لم تمنع وجود النساء صراحة لكن طلب منه التقيد بتقاليد غزة عندما تقدم للحصول على إذن بجلب السيرك إلى القطاع.


ومرت كافة معدات السيرك عبر ممر رفح الحدودى، إلا أن الرسوم المكلفة والإجراءات الرسمية المرهقة منعت السيرك من إحضار الأسود والنمور والخيول.


ويتجاوز أصحاب حدائق الحيوان والتجار الآخرون هذه المعضلة بنقل الحيوانات عبر أنفاق التهريب. وفى أحد المشاهد الشهيرة من السينما، يستخدم غزيون رافعة لنقل جمل من فوق السياج الحدودى، فيما يظهر الحيوان المعذب معلقا فى الهواء.


ولو وضعنا مسألة الرفق بالحيوان جانبا، فأن حديقة الحيوان الرئيسية فى غزة تحولت إلى تحنيط الحيوانات النافقة لتبقيها فى العرض.


ولا تزال دوامة العنف تضرب المنطقة. وفيما كان فنيو السيرك ينصبون الخيمة هذا الأسبوع، كان المقاتلون الفلسطينيون يقاتلون الإسرائيليين بجولات من قذائف الهاون والصواريخ لترد إسرائيل بغاراتها الجوية.


يقول العامل المصرى خليل جمعة إنه كان يجفل عند كل صوت إنفجار، وعندما غادر إلى غزة قال لعائلته إنه ذاهب إلى الأردن كى لا يقلقوا عليه.


لكن يبقى أكبر تحدى للسيرك هو شغل مقاعده الألف طوال فترة شهر بقائه فى القطاع.


ولم يعرف الكثير من الفلسطينيين الذين تمت مقابلتهم ماذا يعنى السيرك. وتذاكره – التى تتراوح ما بين خمسة إلى عشر دولارات – باهظة لمعظم عائلات القطاع الكبيرة العدد.


وقالت اعتماد، المدرسة العاطلة من العمل والتى رفضت تقديم اسمها الكامل، “لم أسمع بالسيرك من قبل، لكن يجب أن يكون رخيصا حتى يتمكن الجميع من حضور حفلاته”.


اليوم السابع







المصدر السيرك القومى يقدم عروضاً فى غزة بدون لاعبات ولا أسود

No comments:

Post a Comment